الأحد، 21 أكتوبر 2018

شركة حروف؛ مستقبل التسويق هو الـ فيديو


في عمرها القصير جدًا قامت شركة شركة حروف بتغيير نموذج عملها، وتحوّلت إلى شركة تنتج الفيديوالتسويقي للشركات والأفراد لمساعدتهم على عرض وتقديم منتجاتهم وأفكارهم.
في الثلاث سنوات الماضية قامت حروف بإنتاج 200 فيديو وخدمت 100 عميلوساهمت في تثقيف قطاعالتسويق الرقمي بمحتواها التعليميفكيف كانت بدايتها؟


البداية كانت نموذجية، القصة بدأت داخل أسوار جامعة أم القرى حيث أطلقت الجامعة مُسرّعة أعمالها “Acc Makk“. والتي تهدف استقطاب طلاب الجامعة الذين لديهم مشاريع أو أفكار يمكن تحويلها إلى شركات ناشئةتقدم سلطان اليزيدي بفكرته في مايو 2013. منصة إلكترونية تقدم ملخصات الكتب على شكل فيديوهاتقصيرة.! 
تجاوز المشروع كل مراحل الُمسرّعة ونجح في الوصول إلى المرحلة النهائية من البرنامج وهناك التقى الشريكانلأول مرةكان فارس حمدان يدير مشروع آخر ضمن نفس المسرعة لكنه خرج بأحد مراحلها.  وعن ذلك يقولاليزيدي: “كنت مؤمن بوجود الشريك وأنه سبب لنجاح أي عمل تجاري، أنت تُضيف شخص آخر بنفس حماسك، وشغفك، وعطائكتخيل كمية الجهد والنتائج الأسرع“.
يصف اليزيدي شراكته مع الحمدان: “من الأجمل أن يكون لديك نسخة منك تمشي على الأرض“. بفكر مختلف مكمل 
بعد إتمام برنامج المسرعة أصبح المشروع جاهز للإطلاقإلا أن الأمور ستتغير لاحقًا، وستكون “احتياجاتالسوق” سبب يجعل الشريكان يعيدان التفكير في نموذج عملهم.

لمّ تغير نموذج عمل الشركة؟!

بعد نهاية برنامج المسرعة انطلق الشريكان بمشروعهم إلى السوقمنصة إلكترونية تقدم خدمة ملخصات الكتبعلى هيئة مقاطع فيديو رسوم متحركة قصيرة في حدود الخمس دقائق.
بدأت المصاعب تتضح عندما غادر اليزيدي والحمدان مكاتب المسرعة وتعرفوا على تحديات السوقتوجهالشريكان إلى سؤال دور النشر الشهيرة في السعودية عن مدى قابلية تحويل كتبهم إلى فيديوهات قصيرة، وعنحقوق نشرها. “حقوق النشر لا تستطيع التغلب عليها“. أما الجمهور فكان يبحث عن الكتب الصوتية ولا يريد شراءهذا المنتج.
كنت أسبق السوق بفترة طويلة“. كان اليزيدي يعتقد بأن الشركات سوف تدفع للخدمة مقابل تطوير مهاراتموظفيهاوتقديم ملخصات الكتب لهم بشكل دوري.!
ولكن عندما قمنا بإعداد استبيان ومقابلة الفئة المستهدفة كانت النتائج ايجابية تشير الى رغبتهم بهذه الخدمة و استعدادهم الدفع مقابلها. 
المراقب للسوق يعلم جيدًا أنه في الفترة الأخيرة ظهرت عدة شركات تقدم خدمة الكتب الصوتية أو تلخيصالكتب الصوتية مثل ضاد“Dhad”، سناك بوك“SnackBook”، كتاب صوتي“kitabsawti”، مسموع“Masmoo3″، اقرألي“iqraaly”. “قبل الجميع بخمس سنوات بدأت فكرتي”، وإن كانت فكرة اليزيدي تدور حول عرض الكتببطريقة الفيديو، لكنها تبقى ضمن تحديات قطاع الكتب ودور النشر وتحديات إصدار التراخيص القانونية للمشروع.
بعد دراسة لمتطلبات السوق اقتنع الشريكان إلى عدم جدوى فكرتهم حاليًا، وعندها تغير النموذج إلى شركة تقدمخدمات انتاج الفيديو موشن جرافيك “Motion Graphics” و الرسوم المتحركة الأنيميشن“Animation”.
انتقل المشروع بعدها إلى حاضنة بادر لمدة سنة ونصف والذي كان له دور في مساعدتهم على التأسيس بشكلرسمي. “كان تُدرجنا منظم جدًا، لم نبدأ لوحدنامن مسرعة الأعمال توجهنا إلى بادر“. دعم بادر كان مهم منناحية توفير مكتب للشريكين و مكاتب لاجتماعات العملاء، وتوفير الخدمات المالية والقانونية. “وفر علينا ذلكتكلفة المحامي القانوني“.

كيف خلقت حروف بيئة عمل إبداعية

كان أول عميل هو مكتب إدارة الملكية الفكرية بجامعة أم القرى “من التحدي أن تقوم بأول عملية بيع لخدمتك أو منتجك ولكن هنا اعتمدنا على اقناع العميل بأهمية ما سنقدمه له وكيف سنعكس ذلك على أداء العمل والإجراءات لديه”. كان العمل عبارة عن فيديو تسويقي يشرح آلية تسجيل براءة الاختراع. “فرصة أن تحصل على عميلخارج شبكة علاقاتك كان نقلة كبيرة لنا“. بعدها انطلقت الشركة في اجتذاب الأسماء الكبيرة.
عدد موظفين الشركة حاليًا 13 موظففي البداية كان العمل مع مستقلين محليين “freelancer”. واستمرتالشركة على هذا النموذج حتى 2016 جميع الفريق كان يعمل أونلاين.  وإن كان ذلك لم يعجب اليزيدي كثيرًانمط عملنا الإبداعي يحتاج إلى جو موحد، حتى تخرج أفكارنا أكثر إبداعًا“.  
لذلك أطلقت الشركة استراتيجية رئيسية من ثلاث أهداف رئيسيةأولًا بدأت في بناء محتوى  خاص بها “نريدتثقيف المستخدمين حول مجال صناعة الفيديو“. من خلال الكتب الالكترونية ومحاضرات الويبنار والفيديوهاتالتعليمية.
 ثانيًا العمل على بناء فريق كامل،  كان اليزيدي معجب جدًا بطريقة عمل نظام إدارة المشاريع الداخلية في بيس كامب“basecamp” وقام ببناء أدوات مكنت الفريق من العمل مع بعض “كل شيء أونلاين كل شيء مشترك” يعمل الفريق معًا. “هذه الخطوة ساعدتنا في التحسين من جودة عملنا“. الخطوة الثالثة كان الهدف الوصولللعملاء الكبار
الفيديو التسويقي أهم الخدمات التي تقدمها حروف لكن هنالك خدمات أخرى، أطلقت الشركة خدمة تحويلالمواد التعليمية إلى فيديو مستهدفتًا الشركات والمؤسسات والجهات الحكومية التي لا زالت تعتمد على الكتيباتالإرشادية في شرح خدماتها للعملاء. “قمنا بتحويل كتاب إرشادي لإحدى الجهات من 140 صفحة إلى عدة فيديوهات بإجمالي 22 دقيقة فقط
وجدت الشركة بعض المشاكل لدى عملائها الذين لا يجيدون طريقة نشر وتسويق الفيديو على يوتيوبوقامتبإطلاق دليل مرفق مع كل فيديو تسويقي تنتجه إلى عملائها يشرح كافة الخطوات نشر وتسويق الفيديو علىيوتيوب.
في 2016 قررت الشركة إطلاق خدمة عبارة عن أداة على الإنترنت تقوم بصناعة الفيديووطُرِحت الفكرة علىمجموعة استثمارية محليةإلا إنها قوبلت بالرفض لعدم جدواها، بحسب المجموعة الاستثمارية. “في كل مرةأجد نفسي قد سبقت السوق“. اليوم هناك شركات في المنطقة تقدم هذه الخدمة.
تعمل ضمن قطاع إنتاج الفيديو التسويقي عدة شركات محلية مثل شركة حركات“Hrakat” و شركة أكوان“Akwan”. “كنا نراقب أكثر منافسينا قوة “. لمعرفة المزيد عن حركة واتجاه السوق.
ويمكن قياس اهتمام الشركات المحلية بالتسويق عبر الفيديو من خلال التنافس السنوي في احتفالات اليوم الوطني السعودي، أو احتفالات أعياد الفطر والأضحى.
مستقبل التسويق هو الـ فيديو“.  بدأت تظهر مسميات وظائف ومناصب جديدة فيما أصبح يعرف بـاستراتيجيات الفيديو” كما أخبرنا اليزيدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق