الأربعاء، 13 أبريل 2016

صناعة موسيقى الألعاب: من الكويت إلى اليابان

أصبح التواصل عبر الإنترنت وسيلةً مهمة جدًّا لإدارة فرق العمل ولم يعد بُعْد المسافة مشكلة لدى أصحاب الشركات. فتمامًا مثل فرح سلطان التي أخبرتنا كيف تدير مؤسّستها بين ميلانو والكويت وتتواصل مع فريقها عبر "سكايب"، فإن محمد أبو الحسن طاهر بدوره يدير شركته "بريف ويف" Brave Wave من خلال البريد الإلكتروني، والتي يعمل كلّ أفرادها في اليابان، باستثناء محمد الذي يستقرّ في الكويت.



"بريف ويف" شركةٌ كويتية أُطلقت في اليابان في يناير 2014، تقوم على إنتاج ألبوماتٍ موسيقية للألعاب وتبيع نسخاً رقمية على متجرها وأيضا على متجر "آي تونز" iTunes، بالإضافة إلى الأقراص المدمجة.




بعض أعضاء فريق "بريف ويف" خلال معرض في فرنسا. (الصور من "بريف ويف")

لمَ اليابان بدلاً من الكويت؟

كان المؤسّس محمد أبو الحسن طاهر ينوي جعل مقرّ الشركة في الكويت، إلّا أنّ الإجراءات الحكومية لم تساعده على ذلك إذ لا وجود لفئة "شركة إنترنت"عند تسجيل الشركات، على حدّ قوله، وهذا ما دفعه للانتقال إلى اليابان. 
قد لا تكون سهولة ممارسة الأعمال في اليابان وحدها هي ما دفعت أمثاله للانتقال إلى هناك. فبحسب بيانات البنك الدولي، لا تحظى اليابان بمراتب متقدّمة في هذا الصدد وحسب، إنمّا الشغف بالثقافة اليابانية عموماً، وبالذات ثقافة القصص المصورة اليابانية "المانغا" Mangaالتي بنت قاعدة جمهور من كلّ أنحاء العالم.
هذه الثقافة كانت بحدّ ذاتها ما حفّز شركة "ألتر إيغو" Alter Egoالإماراتية على تصميم أول مسلسل صوّر متحرّكة عربي. وبالمثل، حققّت الأردنيةديانا العبّاديعدة جوائز عالمية عن قصصها اليابانية الشبيهة.

كيف تدار الشركة من اليابان؟
تكفّل الشريك المؤسِّس أليكسندر أنييل (في الصورة عن الشمال) المجاز في التاريخ واللغة اليابانية بإجراءات التأسيس ليباشر جميع أعمال الشركة في اليابان بالنيابة عن طاهر، من توقيع عقود مع العملاء، ومقابلة ملحّنين وشركات.

يضطلع أنييل بالمهمات الإدارية من حيث إعداد الميزانيات، وتوزيع الرواتب، ودفع الأموال للفنانين الذين يتم توظيفهم، وهو شبه متفرّغ للشركة. أمّا طاهرفيتولى إدارة المشاريع ويبحث عن العملاء، ومن ثم يعمل مع مهندسي الصوت، والملحّنيين. ويقول في هذا الإطار: "أنا لا أحتاج إلى مكتبٍ لأنّ كّل عملي مع الملحّنين يتمّ عن طريق البريد الإلكتروني." وعند التسجيل، تستأجر الشركة أستوديو للملحن ليكمل عمله هناك، أو يقوم هو بذلك.

وإلى جانب المؤسِّسان يوجد ثلاثة موظفين آخرين يتقاضون المال بحسب ساعات العمل التي يقدمونها.

يخبرنا طاهر أنّ سوق الموسيقى سوق صعب إذا دخلته وليس لديك عقود مع موزّعين وناشرين، وكانت هذه إحدى المصاعب التي واجهته. ومن الصعوبات الأخرى أيضًا كان إقناع المواقع الإلكترونية بأن يكتبوا عنهم ويقيّموا أعمالهم، إضافةً إلى أنّ عامل الوقت لم يكن إلى جانب المؤسّسين. فبالعودة إلى أوّل ألبوم أنجزه طاهر، يتّضح أنّ العمل عليه استغرقه سبعة أشهر، في حين "ثمة ألبومات تستغرق من سنتين إلى ثلاث سنوات".

ستقوم الشركة بإصدار ألبومَين في عام 2016 كان قد استغرق العمل عليهما سنتين، وتعتمد سرعة الإنجاز هنا على عدة أطراف من ضمنها الملحّن ومهندس الصوت، ثمّ يكون التقرير النهائي لفريق العمل. ويشرح طاهر أنّ "أغلب وقتنا يكون في انتظار أن ينهي الملحّن عمله".

تعمل الشركة مع العملاء الأفراد بالإضافة إلى العمل مع الشركات الكبرى، وقد بات في رصيدها حتّى الآن 13 ألبوماً غنائياً.

بدأت "بريف ويف" مؤخراً العمل مع شركات الألعاب على إحياء بعضٍ من  الموسيقى التصويرية للألعاب القديمة، التي يمتلكون حقوقها ولم يقوموا بإصدار الموسيقى لها بشكل رسميّ أو بجودة ممتازة بعد. وجرّاء هذا، تقوم الشركة بإصدار الموسيقى بعد أن تأخذ الرخصة من الشركة مالكة الحقوق، ثمّ يعود النصيب الأكبر من الأرباح إلى شركة "بريف ويف". 

ومن الشركات التي تعاونت معها "بريف ويف" أخيرًا، تلك التي تنشر لعبة "ستريت فايتر" Street Fighterالشهيرة عالمياً.

كان طاهر وما زال يدير شركتَه من الكويت، فهو يعمل في إحدى شركات البترول الكويتية من الساعة السابعة صباحًا وحتى الثالثة عصًرا. ومع ذلك، يستطيع هذا الرياديّ الذي يستيقظ عند الخامسة فجراً تخصيص وقتٍ لشركته الناشئة، ويقضي بقية يومه في المساء في الردّ على عملاء "بريف ويف" عبر البريد الإلكتروني.
لم يضع طاهر تاريخًا معينًا لترك وظيفته والتفرّغ بشكلٍ كامل لإدارة الشركة، لكنه يفكر جدياً في الإنتقال إلى اليابان. ويقول في هذا الشأن: "إذا استطاعت الشركة توفير رواتب الموظفين لثلاث سنوات قادمة، عندها سأستقيل".

0 comments:

إرسال تعليق